اشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وتجرءوا عليه فكاشفوه بالأذى بعد موت أبي طالب وموت خديجة وبينهما يسير
فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف رجاء أن يؤووه بني ثقيف وينصروه على قومه ويمنعوه منهم ويدعوهم إلى الله عز وجل وكان معه زيد بن حارثة
ومشى عليه الصلاة والسلام من مكة إلى الطائف أربعة أيام على قدميه
تخيلوا إخواني وأخواتي كان عمره آنذاك 50 سنة
ومشى وقتها مايقارب الـ 100 كيلوا .. كل هذا من أجل الإسلام
وعندما سأله زيد عن السبب قال له الرسول
صلى الله عليه وسلم أنه لايريد أن يشعر قوم قريش أنه ذاهب إلى الطائف
فأقام بينهم عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه فقالوا : اخرج من بلدنا
عمد إلى نفر من ثقيف ، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة عبد ياليل بن عمرو بن عمير ، ومسعود بن عمرو بن عمير ، وحبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الله وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه فقال له أحدهم هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ، وقال الآخر أما وجد الله أحدا يرسله غيرك وقال الثالث والله لا أكلمك أبدا . لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك .
وأغروا به سفهاءهم فوقفوا له سماطين وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه فانصرف
راجعا من الطائف إلى مكة محزونا
تخيلوا أخوتي لو كان والدكم مكانه وهو في هذا العمر
يهيم بوجهه لايعلم إلى أين سيذهب..تدمي قدماه وهو يمشي
ماهو شعوركم بهذه اللحظة؟
وفي مرجعه دعا بالدعاء المشهور ( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك ، أو ينزل بي سخطك . لك العتبى حتى ترضى . ولا حول ولا قوة إلا بك)
سبحان الله .. كم هو مؤثر هذا الدعاء
برغم من كل مايعاني .. يخاف أن كون الله غضبان عليه
لم يفكر أن يدعي عليهم لينتقم لنفسه .. ولم يدعي قائلا لماذا فعل بي هذا وأنا نبي
فأرسل ربه تبارك وتعالى إليه ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة - وهما جبلاها اللذان هي بينهما - فقال( بل أستأني بهم . لعل الله أن يخرج من أصلابهم من
يعبده لا يشرك به شيئا )
هنا الله كرمه عندما أرسل له ملك الجبال وكانت هذه للمرة الأولى التي يرى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ملكا غير جبريل
فلما نزل بنخلة في مرجعه قام يصلي من الليل ما شاء الله فصرف الله إليه نفرا من الجن . فاستمعوا قراءته ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه ( وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن )وأقام بنخلة أياما . فقال زيد بن حارثة رضي الله عنه كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك ؟ - يعني قريشا - فقال (يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا . وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه )
فلما رآه ابنا ربيعة ، عتبة وشيبة وما لقي تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما لهما نصرانيا ، يقال له عداس فقالا له خذ قطفا من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه . ففعل عداس ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له كل
فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده قال باسم الله
هنا الرسول صلى الله عليه وسلم قال بسم الله بصوت عالي متعمدا ليسمعه عداس
سبحان الله .. حتى في حالته هذه مازال يفكر في الدعوة إلى الإسلام علّ أن يهتدي هذا الغلام على يديه .. يبقى الرسول يفكر في الإسلام وفي نشر كلمة التوحيد حتى في أصعب حالاته
ثم أكل فنظر عداس في وجهه ثم قال والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس وما دينك ؟ قال نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ، فقال له عداس وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أخي ، كان نبيا وأنا نبي ،
لاحظوا هنا مدى تواضعه وتصرفه الحكيم قال : ( كان نبياً وأنا نبي ) لم يقل أنا نبي مثله .. ذكر أن ينوس نبي قبل أن يذكر نفسه أيضا من أجل هداية عداس ..سبحان الله
فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه قال يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه أما غلامك فقد أفسده عليك . فلما جاءهما عداس قالا له ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ قال يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا ، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي
هل ترون .. ماذا فعل محمد صلى الله عليه وسلم .. من أجل الإسلام
من أجل ديننا .. ومن أجل أمته ..
هل فكرت أخي الكريم / أختي الكريمة
ماذا سيستفيد الرسول عليه الصلاة والسلام من هذا كله .. فـ هو داخل الجنة باذن الله
لن يؤثر عليه لو كان كل البشر لايؤمن بالله .. فعل كل هذا من أجل رسالته .. ومن أجل مصلحتنا
ماذا فعلنا نحن من أجله .. ومن أجل رسالته
فكروا كثيراً في سؤالي هذا
بأبي أنت وأمي يارسول الله