يعتبر تاريخ محافظة "حماة" العمراني تاريخ مغرق في القدم ويأخذ الألباب بجماله ودقة زخرفته وهندسته، ولا نزال كل يوم نطّلع على مكتشفات أثرية تؤكد صحة ذلك، فمنطقة "طيبة الإمام" بالمحافظة تحتوي على لوحة فسيفسائية تعتبر واحدة من أجمل وأكبر اللوحات الفسيفسائية المكتشفة في سورية.
ولمعرفة المزيد عن هذه اللوحة موقع eHama التقى المهندس "جمال رمضان" رئيس دائرة الآثار بمدينة "حماة" بتاريخ 25/12/2008 الذي حدثنا عن هذه اللوحة قائلاً: «اكتشفت هذه اللوحة من قبل مديرية آثار "حماة" بين عامي 1985-1987 ونظراً لجمال هذه اللوحة وأسلوبها الزخرفي والهندسي الاستثنائي فإنها تعتبر واحدة من أجمل أعمال الفسيفساء القديمة المكتشفة في سورية».
ويضيف: «تزين هذه اللوحة أرضية كنيسة بازيليك قديمة إيوانية الشكل لها ثلاثة أروقة يتقدمها هيكل مرتفع هدم خلال أعمال شق الطريق في القرية ونرى السدة الأسقفية في منتصف الرواق الأوسط. تحتوي هذه اللوحة على رسوم ونصوص اكتشفنا من خلالها أن العمل انتهى بهذه اللوحة عام /442/م في عهد "دومينوس" أسقف "حماة" آنذاك وبمساعدة الكهنة "أبيفانوس" و"فالنتة" والمؤمنين
المهندس جمال رمضان
"الكسندر"، "تيودسيو"، "بروموتوس"، "كاريتريا"، "تيا" وعائلاتهم ويوجد في الرواق الشمالي لهذه الكنيسة رسم يصور وصول ذخائر القديسين محملة على بغلين وقد شيدت على اسم هؤلاء القديسين الشهداء».
ويتابع المهندس "رمضان" بالقول: «إن هذه اللوحة تحتوي على مشاهد للرعي والصيد الطيور العديدة التي تنسجم مع المواضيع الزراعية إلى جانب كونها تتميز بثمان وعشرين بناء كنسي تزين الأرضية على شكل صليب إلى جانب الأسطح والقباب والأبراج الشبيهة بالأبنية القديمة المشاهدة حتى الآن في سورية. أما الجهة الشرقية من اللوحة فتجد فيها مشهداً مثيراً للاهتمام حيث نرى قبة السلام والخلد التي ترمز إلى مدينتي "القدس" و"بيت لحم" كما جاء في سفر الرؤيا، وفي وسط هذه اللوحة الحمل المنير الذي يضيء والعقاب الجاثم على قمة
الجبل حيث تنبع الأنهار السماوية الأربعة (فيشون ، جيحون ، دجلة ، الفرات) وهي التي تهب الحياة للعالم ونرى الأسماك التي تسبح بالماء والأيائل التي تروي عطشها من هذا الماء».
وأشار رئيس دائرة الآثار أن الكتابات الموجودة في اللوحة حسب الوثائق الموجودة في مديرية آثار "حماة" تدل أن هناك ستة نصوص باللغة اليونانية تواكب زخرفة اللوحة، ثلاثة في الرواق الأوسط واثنان في الرواق الشمالي وواحد في الرواق الجنوبي:
النص الأول: هو نص الإهداء الذي يقع ضمن لوحة مستطيلة الشكل كتب فيها "في زمن صاحب القداسة والمحب لله أسقفنا "دومنوس" والكاهنين التقيين الغيورين "أبيفانوس" و"فالنته"، تم رصف الفسيفساء بأرضية هذا المكان المقدس عام /754/ لـ"روما" /442/م من قبل "استوس" الشماس (المدعو "ابن
تيوبي")".
النص الثاني: هو نص الكتابة فوق المياه الجارية من جبل "الفردوس" وكتب فيه: "الكسندر"، "تيودوسيو"، "بروموتوس" و"كاريتريا"، وجميع عائلاتهم تبرعوا برصف الفسيفساء أمام الهيكل الرئيسي".
النص الثالث: يقع في المثمن المركزي في الرواق الأوسط وكتب فيه: "برع "تيودوسيوس" وزوجته وأولاده برصف الفسيفساء خلف السدة الأسقفية تضرعا وتقربا إلى الله".
النص الرابع: وهو يقع في الرواق الشمالي كتب فيه: "أيها الرب "يسوع المسيح" اذكر كل الذين تبرعوا وتعبوا في بناء بيتك المقدس هذا".
النص الخامس: والذي يقع في وسط مشهد الصيد في الرواق الشمالي وكتب فيه: "اذكر يا رب خادمتك "تيا" المعروفة لديك".
وأخيراً النص السادس والذي يقع وسط مشهد الصيد في الرواق الجنوبي وكتب فيه: "تبرع أحدهم وزوجته وأولاده برصف الفسيفساء ليجمل مدخل باب الشهداء القديسين تضرعاً وتقرباً إلى الله".
المقالات المتعلقة
لا يوجد مقالات متعلقة
مشاركة
يعتبر تاريخ محافظة "حماة" العمراني تاريخ مغرق في القدم ويأخذ الألباب بجماله ودقة زخرفته وهندسته، ولا نزال كل يوم نطّلع على مكتشفات أثرية تؤكد صحة ذلك، فمنطقة "طيبة الإمام" بالمحافظة تحتوي على لوحة فسيفسائية تعتبر واحدة من أجمل وأكبر اللوحات الفسيفسائية المكتشفة في سورية.
ولمعرفة المزيد عن هذه اللوحة موقع eHama التقى المهندس "جمال رمضان" رئيس دائرة الآثار بمدينة "حماة" بتاريخ 25/12/2008 الذي حدثنا عن هذه اللوحة قائلاً: «اكتشفت هذه اللوحة من قبل مديرية آثار "حماة" بين عامي 1985-1987 ونظراً لجمال هذه اللوحة وأسلوبها الزخرفي والهندسي الاستثنائي فإنها تعتبر واحدة من أجمل أعمال الفسيفساء القديمة المكتشفة في سورية».
ويضيف: «تزين هذه اللوحة أرضية كنيسة بازيليك قديمة إيوانية الشكل لها ثلاثة أروقة يتقدمها هيكل مرتفع هدم خلال أعمال شق الطريق في القرية ونرى السدة الأسقفية في منتصف الرواق الأوسط. تحتوي هذه اللوحة على رسوم ونصوص اكتشفنا من خلالها أن العمل انتهى بهذه اللوحة عام /442/م في عهد "دومينوس" أسقف "حماة" آنذاك وبمساعدة الكهنة "أبيفانوس" و"فالنتة" والمؤمنين
المهندس جمال رمضان
"الكسندر"، "تيودسيو"، "بروموتوس"، "كاريتريا"، "تيا" وعائلاتهم ويوجد في الرواق الشمالي لهذه الكنيسة رسم يصور وصول ذخائر القديسين محملة على بغلين وقد شيدت على اسم هؤلاء القديسين الشهداء».
ويتابع المهندس "رمضان" بالقول: «إن هذه اللوحة تحتوي على مشاهد للرعي والصيد الطيور العديدة التي تنسجم مع المواضيع الزراعية إلى جانب كونها تتميز بثمان وعشرين بناء كنسي تزين الأرضية على شكل صليب إلى جانب الأسطح والقباب والأبراج الشبيهة بالأبنية القديمة المشاهدة حتى الآن في سورية. أما الجهة الشرقية من اللوحة فتجد فيها مشهداً مثيراً للاهتمام حيث نرى قبة السلام والخلد التي ترمز إلى مدينتي "القدس" و"بيت لحم" كما جاء في سفر الرؤيا، وفي وسط هذه اللوحة الحمل المنير الذي يضيء والعقاب الجاثم على قمة
الجبل حيث تنبع الأنهار السماوية الأربعة (فيشون ، جيحون ، دجلة ، الفرات) وهي التي تهب الحياة للعالم ونرى الأسماك التي تسبح بالماء والأيائل التي تروي عطشها من هذا الماء».
وأشار رئيس دائرة الآثار أن الكتابات الموجودة في اللوحة حسب الوثائق الموجودة في مديرية آثار "حماة" تدل أن هناك ستة نصوص باللغة اليونانية تواكب زخرفة اللوحة، ثلاثة في الرواق الأوسط واثنان في الرواق الشمالي وواحد في الرواق الجنوبي:
النص الأول: هو نص الإهداء الذي يقع ضمن لوحة مستطيلة الشكل كتب فيها "في زمن صاحب القداسة والمحب لله أسقفنا "دومنوس" والكاهنين التقيين الغيورين "أبيفانوس" و"فالنته"، تم رصف الفسيفساء بأرضية هذا المكان المقدس عام /754/ لـ"روما" /442/م من قبل "استوس" الشماس (المدعو "ابن
تيوبي")".
النص الثاني: هو نص الكتابة فوق المياه الجارية من جبل "الفردوس" وكتب فيه: "الكسندر"، "تيودوسيو"، "بروموتوس" و"كاريتريا"، وجميع عائلاتهم تبرعوا برصف الفسيفساء أمام الهيكل الرئيسي".
النص الثالث: يقع في المثمن المركزي في الرواق الأوسط وكتب فيه: "برع "تيودوسيوس" وزوجته وأولاده برصف الفسيفساء خلف السدة الأسقفية تضرعا وتقربا إلى الله".
النص الرابع: وهو يقع في الرواق الشمالي كتب فيه: "أيها الرب "يسوع المسيح" اذكر كل الذين تبرعوا وتعبوا في بناء بيتك المقدس هذا".
النص الخامس: والذي يقع في وسط مشهد الصيد في الرواق الشمالي وكتب فيه: "اذكر يا رب خادمتك "تيا" المعروفة لديك".
وأخيراً النص السادس والذي يقع وسط مشهد الصيد في الرواق الجنوبي وكتب فيه: "تبرع أحدهم وزوجته وأولاده برصف الفسيفساء ليجمل مدخل باب الشهداء القديسين تضرعاً وتقرباً إلى الله".