قل للمليحة في الخمارِ الأحمرِ ــــــــــــ ماذا فعلت بجيبِ زوجٍ مهتري
قد كان للمازوط يذخر حصةً ــــــــــــــ من راتبٍ متقطّـعٍ متبعــثرِ
و(يضبُّ) قسماً كي يسدد دفعةً ــــــــــ للكهرباء و عظمهُ (مِبري بَري
وضع المنظّمَ رافعـاً تياره ــــــــــ يخشى على البرّاد درب السمكري
أما البقيةُ من رويتبه فقد ـــــــــــــــــ تكفي الطعامَ لشهرهِ المتعثّرِ
يا أيها الركبُ المُحلُّ بديرت ــــــــــ سترى العجائب في زمان الدردري
وترى من البالات أغربَ صنعةٍ ـ ـــــــــــــــ فالكلُّ بينَ مطوّلٍ و مُقصِّرِ
و السوق يَصْفِرُ من زبائنه فقد ــــــــــــــ مات الزبائنُ من هزيمٍ زَمْهَرِ
عضَّ الجليدُ قلوبَهم بنيوبه ــــــــــــــ والفقر ينهشُ رأسهم بعد المري
هذا يحدّثُ في الشوارعِ نفسَهُ ـــــــــــــــــ والبردُ يقتلهُ وإن لم يُقبرِ
متقاعدٌ أكل الزمانُ رداءهُ ــــــــــــــــــــ واليومَ مصبوغٌ بلون العصفرِ
نَزِقٌ إذا قفز الذبابُ بوجههِ ـــ ــــــــــــــ غلبَ الذبابَ بضربةٍ لم تنذِرِ
وهنا فقيرٌ صارخٌ بعيادةٍ ـــ ـــــــــــــــــ من أينَ أدفعُ للطبيب المفتري
وهناك تذوي في الزوايا طفلةٌ ـ ــــــ ــــــــــ و أمامها حبات خوخٍ سكّري
باتت تبيعُ طفولةً و دراسةً ــــ ــــــــــــــــ وغداً تبيع حيائها للمشتري
قل للمليحةِ في الخمار الأحمرِ ــــــــــــــــــ ضمّي عليكِ خماركِ و تيسرّي
روحي لبيتكِ قبل أن يغدو على ـــ ــــ ــــــــ هذا الخمار ضرائبٌ أو تُسفري
قولي لزوجكِ سُدَّ حلقكَ إننا ــــــــــــــــــ في ألفِ خيرٍ هكذا قال الثري
أوَ لست تسمع ما تبثُّ إذاعةٌ ـــ ـــــــــ صيف المعونةُ في شتاء الأشهرِ
يا أيها الركبُ المُحلُّ بديرتي ـــ ـــ ـــــ سترى العجائب في زمان الدردري
الكلُّ يدفع للضرائبِ صاغراً ـــــ ـــــــــــــ حتى إذا شمَّ الهواءَ و إن خـ**