نعمة البصر نعمة عظيمة جدا، فكل واحد منا لا يتصور حياته بدونها.
وهذه النعمة كغيرها من النعم يجب على العبد شكر المولى عز وجل عليها، وعدم استعمالها فيما يغضبه سبحانه.
وقد أمر الله عز وجل بغض البصر عن الحرام :
(وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون). وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة) رواه الإمام أحمد وأبو داود.
وغض البصر لا يقتصر على الرجال فقط، بل يشمل النساء أيضا، قال تعالى:
(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن). فلا يجوز للمرأة النظر للرجل بشهوة.
وتزداد أهمية الحديث عن هذا الموضوع في وقتنا الحاضر الذي كثرت فيه وسائل المعصية والنظر للحرام، وأصبحت متاحة للشخص وهو بيته.
وهذه أمور تعين بإذن الله على غض البصر:
1. تذكر قول الله تعالى:
(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور). وسئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تنظره.
2. أن غض البصر من أعظم أسباب حفظ العبد من الوقوع في الزنا، وإطلاق النظر للحرام من أعظم أسباب الوقوع فيه.
3. استشعار عظم نعمة البصر ، ومعاناة الأشخاص الذين حرموا هذه النعمة، فكيف تستعمل نعمة منحك إياها ربك، فيما يغضبه، هل هذا هو شكر هذه النعمة؟؟
4.
(احفظ الله يحفظك) ألا تريد أن يحفظك الله ويوفقك وييسر أمورك؟ إذن فاجتنب الوقوع فيما حرمه.
5. الحرص على البعد عن كل ما يسهل النظر للحرام، كالأسواق التي يكثر فيها التبرج، والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت والمجلات غير المحافظة ونحو ذلك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
6. أن من ينظر إلى الحرام كمن يشرب من الماء المالح فيزيده عطشا، فتكرار النظر لن يشبع غريزة صاحبه، بل سيجعل الغريزة تأسره، وقد يقوده إلى الوقوع في الحرام، فالنظر بريد الزنا، فاقطع طريق الشر من بدايته.
وقد ذكر أهل العلم ثمرات كثيرة لغض البصر، نذكر بعضا منها:
1. أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح.
2. أنه يورث قوة القلب وثباته عند الشدائد.
3. أنه يورث القلب سرورا وفرحا وانشراحا أعظم من اللذة الحاصلة بالنظر.