مقتطفات من شعر احمد مطر
قصتي مع الحرية!!!؟
أخبرنا أستاذي يوماً *** عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف *** أن يتكلم بالعربية ؟!
ما هذا اللفظ وما تعني *** وأية شئ حرية؟!!
هل هي مصطلح يوناني *** عن بعض الحقب الزمنية ؟!
أم أشياء نستوردها *** أو مصنوعات وطنية ؟!!
فأجاب معلمنا حزناً *** وانساب الدمع بعفوية
قد أنسوكم كل التاريخ *** وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال *** لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفاً أو قلماً *** لا تحمل فكراً و هوية !!
وعلمت بموت مدرسنا *** في الزنزانات الفردية
فنذرت لئن أحياني الله *** وكانت بالعمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها *** بحثاًَ عن معنى الحرية
*****
وقصدت نوادي أمتنا *** أسألهم أين الحرية ؟!!
فتواروا عن بصري هلعاً !! ***وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رؤوسهم *** وتبيد جميع البشرية
وأتى رجل يسعى وجلا *** وحكا همساً وبسرّية
لا تسأل عن هذا أبداً *** أحرف كلماتك شوكية
إرحل فتراب مدينتنا *** يحوي أذاناً مخفيّة !
!تسمع ما لا يحكى أبداً *** وترى قصصاً بوليسية
ويكون المجرم حضرتكم *** والقاضي حامي الشرعية
ويلفق حولك تدبير *** لإطاحة نظم ثورية
وببيع روابي بلدتنا *** يوم الحرب التحريرية!
وبأشياء لا تعرفها *** وخيانات للقومية
وتساق إلى ساحات الموت *** عميلا للصهيونية!!
واختتم النصح بقولته *** وبلهجته التحذيرية
لم أسمع شيئاً لم أركم *** ما كنا نذكر حرية
هل تفهم؟ عندي أطفال *** كفراخ الطير البرية
*****
ووقفت بمحراب التاريخ *** لأسأله ما الحرية
فأجاب بصوت مهدود *** يشكو أشكال الهمجية
إن الحرية أن تحيا *** عبدا لله بكلية
وفق القرآن ووفق الشرع *** ووفق السنن النبوية
لا حسب قوانين طغاة *** أو تشريعات أرضية
وضعت كي تحمي ظلاما *** وتعيد القيم الوثنية
والحرية لا تعطيه *** هيئات الأمم الكفرية
ومحافل شرك وخداع *** من تصميم الماسونية
الحرية لا تستجدي *** من سوق النقد الدولية
والحرية لا تمنحها *** هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو *** بدماء حرة وزكية
تؤخذ قسراتبني صرحا *** يرعى بجهاد وحمية
يعلو بسهام ورماح *** ورجال عشقوا الحرية
أسمع ما أملي يا ولدي *** وأرويه لكل البشرية
إن تغفل عن سيفك يوماً *** فانسى موضوع الحرية
فغيابك عن يوم لقاء *** هو نصر للطاغوتية
والخوف لضيعة أموال *** أو أملاك أو ذرية
لن يرفع فرعون رأسا ***إن ظل بالعمر بقية